بين التقليد والتغيير
هذاالبديل يتمثل في إرادة التغيير لدى الأجيال الجديدة ، المؤكدة لشخصيتها الحرة والمستقلة ، والرافضة
لعقلية التقليد وتركته في كل وجوهها : فإلى اللامبالين نقول : لبنان ليس فندقا أو منتجعا سياحيا . وإلى
المترددين نقول : سقطت كل الخيارات ، فإما المقاومة وإما الإحتلال . وإلى المشككين نقول : إنا لا نحتاج
إلى شهادة سلوك من أحد ... نحن أبناء المقاومة ، نرفض أن نكون ورثة صيغة 1943 ونرفض الذهنية
السياسية التي أوصلت لبنان إلى 13 نيسان 1975 . فهؤلاء الآتون من كهوف الماضي ، لا مكان لهم في
لبنان ما بعد 13 نيسان 1988 . والأجيال الجديدة غير مستعدة لترك د الخونة حرة : لن نغفر مهما طال
الزمن لجميع المستفيدين ، والمسايرين ، والمناورين ، والمتملقين ، والمشككين ، والمتمردين ، والإنتهازيين
وجميع الذين باعوا الوطن وأنكروه قبل صياح الديك . والتمييز واضح وحاد وبين التقليديين الذين حولوا لبنان
من وطن إلى مزرعة ، وهم يتحملون بالتالي مسؤولية ما ارتكبوه من أذية في حقه وحق أبنائه
لسنا هواة ميليشيات ، بل دعاة دولة حديثة ، تأخرت بسببهم خمسين سنة ، لأن تجار 1943 كانوا متلهين
بممالكهم الصغيرة
لأنهم حولوا لبنان مناطق إقطاعية ، أصبحنا أمراء حرب
لأنهم حولوا لبنان فندقا فيه نزلاء من كل الجنسيات ، أصبحنا مقاتلين في الشوارع
هم الذين هدموا الدولة ويريدون أن تبقى أطلالا، نحن نريد دولة الأمن ، دولة العدل
أما الأجيال الجديدة المقاومة ، فلها القدرة على بناء الفكر الجديد للدولة الجديدة : بنادقنا ستحطم دولة ألأصنام ، ومعاناتنا
ستكتب فكرا سياسيا جديدا ، إن حساب هذا الطقم السياسي مع التاريخ صفر مكعب . فلأنهم أرادوا دولة 1943 ضعيفة
على صورتهم ومثالهم ، يخافون اليوم قوة المقاومة . ولأنهم هربوا من ضريبة الدم ، في زمن الحرب ، كما تهربوا
من دفع الضرائب في زمن السلم ، يريدون اليوم تحميلنا أخطاء إرتكبوها قبل أن نولد . وفي صراع على الإنتخابات ، يبرز
التمايز على أشده : يريدون الانتخابات مبايعة للتقليديين وللأسماء والوجوه القديمة ، ونريد الاتخابات أداة تغيير وتجديد
وتمثيل . يريدونها سدودا أمام التيارات الشعبية وجواز مرور للإقطاع والمنتفعين ، ونريدها خيارا حرا يقدم عليه الشعب
بكل طيبة خاطر وروح المسؤولية