التغيير
بداية التغيير نهاية نقيضه : إن عهد التكاذب قد ولى . وولى معه لبنان الفساد والرياء . إن كل هذا قد مات
أو هو يموت . لن تكون بعد له قيامة ، طالما بيننا رضيع وأمهات بطلات وطفل يقاوم . وفي رأس هذا ال
لبنان الميت ، الصيغة : أما وقد بلغكم من زمن أن الصيغة قد ماتت ودفنت ، فلا ردها الله
والسبب أنها مناقضة لسنة الحياة والتطور : رفضنا وسنرفض دائما أن نكون أسرى صيغ سياسية جامدة بل
نحن رواد تغيير وتطوير يلبي طموحات اللبنانيين
وكل دولة مسخ مرفوضة : نحن نرفض أن نشارك في تحويل الجمهورية اللبنانية إحدى جمهوريات الموز في
العالم الثالث
والقوات اللبنانية في رأس الرافضين : وهل يعقل أن نسأل القوات اللبنانية عن موقفها من التركيبة اللبنانية
البالية ، وهي كانت أول المنادين بنسفها من أساسها واستبدالها بنظام لا مركزي جديد ؟
وتتمثل أداة التغيير في القوى السيسية الفاعلة والمتحركة ، والمزودة بالفكر الحر : لا تكونوا فكرا معلبا
او جامدا ومتحفظا ، ولا تحولوه قيدا ، بل انطلقوا به نجاحا نحو الحرية وهي هذه القوى المعتمدة أسلوبا
علميا وواقعيا : نحن نرسم تحركنا بأسلوب علمي وواقعي
وتتلاقى هذه القوى على قواسم مشتركة ، على رغم اختلافات وتباينات عدة . كما تحدد هذه القواسم
المشتركة شخصيتها ، أي شخصية قوى التغيير اللبنانية كقوات لبنانية وكتائب ، إن ما يجمعنا مع حركة
أمل والحزب التقدمي الاشتراكي هو التالي : هذه الأحزاب والقوى وبخلاف الجموعات التقليدية او السياسيين
التقليديين ، تحاول أن تكون عميقة ، وتحاول أن تعبر عن وجدان أكثرية الناس في المجتمع ، وبالتالي فهي
لا تحب أن تمارس السياسة بسطحية وبفوفشة أي بشكل تبقى فيه الأزمة ، ولكن تغطى بقشرة دهان ، بينما
الغطاء الجميل يخفي وراءه ما يخفي من قبائح الأزمة
وإطار عمل قوى التغيير ليس عنيفا بالضرورة : نحن لم نسلك طريق الانقلابات ، لكن الواقع الاجتماعي
السياسي فرض علينا بعض الأحيان أن نواجهه بنفس الوسائل
وهو إطار مبني على أن هذا الزمن هو زمن المؤسسات والبناء والتخطيط ، أما عماده فهو الحرية والحوار
والديموقراطية ، التي هي مرتكزات العالم الجديد الذي نطمح إلى أن نكون جزءا منه . وفي ضوء ذلك
يبدو هدف قوى التغيير عندنا لبنان جديدا ، على أبواب حقبة دولية جديدة ، عناوينها الأساسية السلام
الحرية ، الديمقراطية ، تحرر الشعوب والمجتمعات ، وحقها في تقرير المصير ، وعمليا ترجمة مسيرة الوفاق
لبنان جديدا ، بانسجام تام مع رياح التحرر الدولي . على أن التغيير الحق لا يمكن أن يولد إلا من المقاومة
الحق ، ليمتلك مناعة الحياة والنضال من أجل تطورها