2
القيادة يعتبرها جزءا لا يتجزأ من كيانه : إن شيئا ما يشدني دائما إلى دور مهم ، والأشياء الصعبة تجذبني
وهو يحدد هذه الأمنية في تفسيره للوعد : أن يقطع الإنسان وعدا على نفسه ويظل مثابرا حتى يحققه : وعدي
لنفسي ، أولا ، أن احاول تسريع المسيرة البشرية أكبر عدد ممكن ، وثانيا ، أن اتمكن قدر المستطاع والممكن
من بلوغ الكمال . ووعدي للمقاتلين معي إنهاء المحنة التاريخية التي يمر بها الإنسان اللبناني المسيحي . أما
وعدي للبنانيين ولبنان ، هو تغيير التركيبة اللبنانية البالية وإقامة تركيبة مكانها ، يحقق فيها كل إنسان ذاته
ليعيش حرا ، كريما ، وسيدا إلى أبد الآبدين . وعلى القيادة وطموحها بهذا الحجم أن تكون على مستواه تصميما
ومثابرة في النضال : أستسلم ؟ لا أحب هذه الكلمة ، في أي إطار جاءت ، ومهما كانت الظروف . والنضال ملك
الناس قبل أي شيئ آخر : في اللحظة الصعبة ، لا تستطيع الاستقالة من مصير الناس ، وان تبتعد وكأن الامر لا
يعنيك . لكنه نضال يستدعي صلابة في الرجال : هذه المنعطفات ( مرحلة تشكل الحكومة الانتقالية العسكرية ) في
حياة دولة او شعب ( ) تحتاج قبل كل شيئ إلى رجال بحجم المسؤولية او المشكلة . كما يستدعي الأمر صراحتهم
ووضوحهم : يستحيل أن يحترمك الذين يعملون معك إذا لم يكن خيط الصراحة والوضوح هو ما يربطك بهم
لذلك ، لست من قماشة الذين يفكرون بالنجاة بأنفسهم أو بتحسين صورتهم على حساب كل شيئ أخر . اصحاب
هذا الأسلوب لا يستحقون المشاركة في صنع القرارات أو المصائر . كما لست من هواة اصطياد السلبيات وتظهيرها
ونقلها إلى الآخرين ، ولست من مدرسة الشائعات ومطابخ الحملات والتذاكي والتشويه . والتعايش معي لا يناسبهم
لأنني أؤمن بالبناء الهادئ ، وبفريق العمل والجهد اليومي . وما يهمني هو حكم الله والتاريخ . إنما على الإنسان
العودة دوما الى واقعه : حيال العالم والكون والأحداث ، وأمام قامة التاريخ ، يصعب على الإنسان العودة ، يصعب على
الإنسان الذي يبدو في صورة قزم أن يعتبر نفسه منقذا . وفي القيادة ، ينبغي أن يكون مكان الإنسان كبيرا : تمر
في حياة المسؤول لحظات تدمي قلبه . وفي بعض الحروب ، يأكلك الألم ، حتى لو ربحت معركة وجودك . لا بل أن هذا
الربح يبقى مجللا بالحزن على من ماتوا في حرب لا مبرر لها ، في حين كان يمكن أن يموتوا في حرب السلام
وسط المد والجزر من هو سمير جعجع ؟
لست داعية حرب ولا داعية سلام ، أنا رجل لبناني يهتم بالشأن العام . أكيد مؤمن بالله وبتعاليمه وبتعاليم الكنيسة
والدينونة ، أعيش وفق هذه التعاليم والقوانين وبتقوى الله. مسيحي مؤمن وممارس مما يوجب الحقيقة من دون مواربة
إنما إذا أعطيت رأيي ...... كارثة ..... لكنه أعطاه ، هذاالرأي ، أو هو في مسيرة عطائه ، عملا بالتزامات
الإنسان والقائد فيه ، والتي رأينا بعض وجوهها حتى الآن وسوف نرى مزيدا منها تباعا